الآن هناك منحوتة غير عادية يمكن رؤيتها في قلب باريس... قبالة جسر "بونت دي لالما"، في ميناء المؤتمرات بالتحديد، بالقرب من منصة هبوط "باتو موش"، يقف عمل فني غير متوقع، يطل على برج إيفل. على وجه الدقة، إنها منحوتة لهيكل عظمي لديناصور تيرانوصور فضي. ولكن ما هو هذا التمثال بالضبط؟
إنه يسمى الديناصور ريكس، وقد صممه الفنان فيليب باسكوا. ولكي نكون دقيقين، يتكون الهيكل العظمي من 350 عظمة مصنوعة من الألومنيوم والكروم مصبوبة بدقة من هيكل عظمي حقيقي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ معروض في الصين. يبلغ طول هذا العمل 7 أمتار وارتفاعه 4 أمتار ونصف المتر، وهو عمل فني مهيب يدعونا إلى التأمل في هشاشة الوجود وطبيعته سريعة الزوال، في ظل المراكب السياحية والمساكن العائمة.
وخلف هذه البراعة الفنية تكمن رسالة مؤثرة، رسالة تذكارية عصرية: يرمز تمثال باسكوا" تيرانوصور ريكس"، وهو نوع منقرض، إلى هشاشة الحياة في جوهرها،"تذكيرًا بأن البشرية أيضًا قد تنقرض بعد تدمير محيطها الحيوي"، كما يوضح الفنان.
يندرج عمل فيليب باسكوا في إطار نهج فني يحتل فيه الهيكل العظمي والجمجمة، وبشكل أوسع، الفانيتاس - موضوعه المفضل منذ عام 1987 - مكانة مركزية. إن التيرانوصور ريكس، بجاذبيته المهيبة والكئيبة في آن واحد، هو تعبير جديد عن هذا الانبهار بالجمال الزائل للوجود وإشارته إلى فنائنا.
إنها دعوة للتفكير في مكاننا في الكون والأثر الذي نتركه وراءنا. يمكن اكتشافه على الأرصفة، في ميناء المؤتمرات في الدائرة الثامنة.
