يقع جاردان دو باليه رويال في قلب باريس في الدائرة الأولى ويمتد على مساحة 20,850 متر مربع، وهو منطقة تاريخية تتسم بالهدوء والجمال تم تصميمها في عام 1633. وهي محاطة بمعارض مونبنسير وبوجوليه وفالوا وجاردان وتخدمها خطوط المترو 1 و7 في محطة القصر الملكي - متحف اللوفر، مما يوفر سهولة الوصول إلى هذه الحديقة "الرائعة". ولكن من بين كل الكنوز التي تحتويها، هل تعرف لماذا توجد زهور الماغنوليا في حديقة القصر الملكي؟
لقد نشأت هذه الأشجار المهيبة بأزهارها القرمزية في عام 1992، بمبادرة جريئة وشاعرية من جاك لانغ، وزير الثقافة آنذاك، الذي عهد بإعادة تصميم هذه المساحة الخضراء إلى مارك رودكين، وهو بستاني أمريكي من محبي المناظر الطبيعية الفرانكوفينية. تحت إشراف رودكين، خضعت الحديقة لتحول طفيف ولكن هام، مع إضافة ست عشرة زهرة ماغنوليا، مصحوبة بالورود والداليا، متناثرة في نهاية سريرين كبيرين من العشب. كما تم تركيب مقاعد تدعو الجمهور إلى الانغماس الكامل في هدوء وجمال هذا المكان الذي أعيد ابتكاره.
لا يزال الغموض يكتنف قرار إدخال زهور الماغنوليا، وهو نوع لم يكن موجوداً في الحديقة من قبل. يكشف إيميريك بينيغيت دي ستوتس، مدير الحوزة الوطنية للقصر الملكي، أن رودكين تصوّر هذا التغيير كإعادة تشكيل دقيقة للموقع، واختار درجات ناعمة من الأبيض والوردي والأزرق لزراعاته الجديدة. ويمثل هذا الاختيار تمييزاً ملحوظاً عن زهور الماغنوليا الأمريكية دائمة الخضرة وذات الأزهار البيضاء. تتميز زهور الماغنوليا الآسيوية التي اختارها رودكين بأوراقها المتساقطة وأزهارها القرمزية التي تقدم مشهداً طبيعياً نادراً من حيث الكثافة، ويزيد من روعتها أن الإزهار يسبق ظهور أوراق الشجر.
إن إدخال زهور الماغنوليا إلى حديقة القصر الملكي ليس مجرد مسألة جمالية؛ بل يعكس أيضاً الرغبة في إضفاء بُعد شاعري وحسي جديد على هذا الموقع التاريخي. في كل ربيع، تصبح أزهار الماغنوليا حدثاً في حد ذاتها، حيث تجذب الباريسيين والزوار على حد سواء، وكذلك المصورين الفوتوغرافيين ومصوري الإنستغرام الذين يأتون للاستمتاع وتخليد هذا الانفجار اللوني والتجديد الذي يرمز إلى قدوم الطقس الجميل.
لسوء الحظ، عندما زرنا الحديقة كان الدخول إلى الحديقة مغلقاً بسبب إضراب الحراس. ومع ذلك، تمكنا من التقاط صورة للحديقة من مسافة بعيدة. والآن بعد أن فتحت الحديقة أبوابها مرة أخرى، حان الوقت للاستمتاع بالزهور الرائعة لبضعة أيام أخرى.
لا تزال حديقة القصر الملكي، بتماثيلها التاريخية ومدفع الشمس ونافورة والاس، مكاناً يلتقي فيه التاريخ بالحياة اليومية، حيث نحب الاسترخاء بمجرد سقوط أول شعاع من أشعة الشمس. تضيف قصة زهور المغنوليا إلى التاريخ الغني لهذه الحديقة، وتثري التراث الثقافي والطبيعي لباريس. إنها تذكير بقدرة المدينة على التطور، والترحيب بالجديد مع الحفاظ على تراثها وتعزيزه. وهكذا أصبحت زهور الماغنوليا في القصر الملكي (بالمئات...) أكثر بكثير من مجرد معلم نباتي بسيط؛ فهي رمز للتناغم بين التقاليد والابتكار، بين الطبيعة والثقافة، في قلب العاصمة الفرنسية. حان الوقت الآن للذهاب والاستمتاع بها قبل أن تختفي.
التواريخ والجداول الزمنية
ال 20 من مارس، 2024 في 27 من مارس، 2024
مكان
حديقة القصر الملكي
2 place Colette
75001 Paris 1
الأسعار
حر
موقع رسمي
www.domaine-palais-royal.fr