من المستحيل أن تتجول في منطقة ماريه دون أن تقع تحت سحر شوارعها المرصوفة بالحصى وقصورها الخاصة وأجوائها الفنية... لكن اسمها يأتي من قصة مختلفة تماماً. فقبل أن تصبح هذه المنطقة قبل أن تصبح هذه البقعة الباريسية الساخنة، لم تكن المنطقة أكثر من مستنقع شاسع! تقع في منطقة منخفضة، وكانت تعبرهافروع سابقة لنهر السين وتغمرها المياه بانتظام.
ومنذ القرن التاسع فصاعداً، بدأ تجفيف الأرض وتجفيفها. وتدريجياً أصبحت الأرض صالحة للزراعة وزُرعت المحاصيل: الكروم والحبوب وحدائق الخضروات و... حدائق السوق. ومن هنا تحديداً يأتي اسمها: فقد استُخدمت كلمة "ماريه" لوصف الأراضي المزروعة بال ري، وليس فقط الأراضي الرطبة.
وابتداءً من القرن الثالث عشر فصاعداً، قامت الرهبانيات الدينية ببناء الأديرة والكنائس، بينما استقرت جالية يهودية كبيرة وازدهرت هناك - وهو إرث لا يزال يمكن رؤيته في شارع دي روزييه. في عام 1357، تم بناءفندق فيل دي فيل عند بوابة ماريه. وقد أدى قربه إلى تحفيز التجارة وجذب النشاط.
في القرن السابع عشر، شهدت المنطقة عصرها الذهبي: منازل المدينة الفخمة، والحدائق السرية، وقبل كل شيء إنشاء ساحة الفوج المهيبة، وهي جوهرة تخطيط المدن الملكية.
يجمع حي ماريه اليوم بين التاريخ والفن والموضة: فقد كان في السابق مستنقعاً وحديقة سوق وملجأً اجتماعياً ومقصداً للأرستقراطيين، وأصبح اليوم أحد أكثر الأحياء حيوية في باريس.















