لو باتو لافوار هو مسكن أسطوري للفنانين يقع في باتي مونمارتر، وهو مكان للإبداع الفني واللقاءات الفنية التي كان لها في عصرها تأثير عميق على تاريخالفن في القرن العشرين.
منذ عام 1904 فصاعداً، احتك الرسامون والشعراء والنحاتون الفرنسيون والعالميون في استوديوهات متواضعة ولكنها ملهمة، مما شكل حركات مثل الفوفية والتكعيبية.
في الأصل، لم يكن هذا المكان يحمل هذا الاسم المثير للذكريات، حتى نهاية القرن التاسع عشر، عندما تم تحويل مصنع بيانو مهجور على منحدرات مونمارتر إلى عقار سكني للفنانين. يتميز هذا المبنى المشيّد من الخشب والطوب على موقع شديد الانحدار بتكوين خاص: تطل الواجهة الأمامية على الساحة على ما يحتل مكان الطابق الأرضي، بينما يكشف الجزء الخلفي من المبنى عن عدة طوابق بفضل انحدار الأرض.
سُمي في الأصل "ميزون دو ترابور"، واكتسب لقب"باتو لافوار"، ربما من الشاعر ماكس جاكوب. يستحضر مصطلح"القارب" الممرات الضيقة ومخطط الطابق الطويل المشابه للمغسلة على نهر السين، بينما يشيرمصطلح "المغسلة" إلى طريقة الحياة المتقشفة وحقيقة وجود نقطة مياه واحدة فقط للقاطنين البالغ عددهم 25 شخصًا.
كانت الاستوديوهات بدائية: باردة في الشتاء، وخانقة في الصيف، وغالباً ما كانت بدون غاز أو كهرباء، مع وجود حواجز خشبية تسمح بمرور الأصوات والرطوبة التي تثير العفن. يعيش الفنانون على القليل جداً من المال لكنهم يساعدون بعضهم البعض ويتشاركون المساحة والمعدات وأحياناً وسائل الراحة القليلة المتاحة.
في السنوات التي أعقبت الانتقال إلى القرن العشرين، رحب باتو لافوار بالفنانين من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، الذين اجتذبتهمفورة مونمارتر. كان الرسام مكسيم موفرا من أوائل من استقروا هناك في عام 1892. وبعد ذلك بفترة وجيزة جاء رسامون مثل أردينغو سوفيتي، وباكو دوريو، وموديلياني، وكيس فان دونغن، وخوان جريس. في عام 1904، انتقل بابلو بيكاسو إلى هناك وبقي حتى عام 1909 - على الرغم من أنه احتفظ باستوديو هناك حتى عام 1912. وفي هذا المكان طوّر فترته الوردية وتجاربه، وفوق كل ذلك ابتكر بعض الأعمال التأسيسية للتكعيبية مثل "ليه ديموزيل دافينيون".
كما مرّ كلمن غيوم أبولينير وماكس جاكوب وجورج براك بانتظام في هذه الورش حيث كانت المناقشات والقراءات والعشاء المرتجل تغذي أجواءً فريدة من نوعها. حكاية شهيرة: في عام 1908، نُظّمت هنا مأدبة على شرف دوانييه روسو. كانت الجدران مغطاة بالستائر، وكان المزاج العام مبهجاً، وقام الفنانون بتزيين الاستوديو، وأهداه بيكاسو لوحة شخصية واستمر الحفل حتى ساعات الصباح الأولى.
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، فقدت مونمارتر بعض تأثيرها الفني لصالح أحياء أخرى مثل مونبارناس. وشهد حي باتو لافوار، على الرغم من شهرته، مغادرة العديد من سكانه، وظلت استوديوهاته مهجورة أو غير مشغولة في بعض الأحيان.
في عام 1969، تم إدراج المبنى كأثر تاريخي، قبل وقت قصير من اندلاع حريق في مايو 1970 دمر الهيكل الخشبي الأصلي، ولم يبقَ منه سوى الواجهة سليمة. في عام 1978، أعادالمهندس المعماري كلود شاربنتييه بناء المبنى بشكل مطابق تقريباً، ولكن هذه المرة بالخرسانة، مع الاحتفاظ بالتخطيط الأصلي للورش الزجاجية ال 25 المطلة على حديقة البرق في الخلف.
واليوم، يشغل هذه الاستوديوهات فنانون ورسامون ومصورون معاصرون. في الواقع، حافظ الباتو لافوار على سمعته، ليس كموطن دائم للفنانين كما كان في ذلك الوقت، ولكن كرمز قوي لباريس الفنية التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. وحتى إذا لم تتمكن من دخول الاستوديوهات بحرية، يظل المكان محطة رئيسية في أي نزهة حول مونمارتر وشهادة واضحة علىالفن الحديث.
العناوين الأسطورية والمواقع التاريخية في مونمارتر الفنية والبوهيمية
كانت مونمارتر، التي تتربع على مرتفعات باريس، القلب النابض للبوهيمية الفنية في القرنين التاسع عشر والعشرين. كان الرسامون والشعراء وكتاب الأغاني يعيشون هناك بحرية بين الكباريهات والاستوديوهات والأزقة شديدة الانحدار، تاركين بصمة أبدية على روح العاصمة. [اقرأ المزيد]
العناوين الأسطورية والمواقع التاريخية في مونمارتر الفنية والبوهيمية
