هل تعلم؟ هل تعرف أصول بيسترو باريزيان؟

بواسطة My de Sortiraparis · صور بواسطة My de Sortiraparis · نشرت على 17 من يناير، 2024 الساعة 8:29صباحًا
"بيسترو" في باريس: مصطلح رمزي للحانات الشعبية، ولكن من أين أتت هذه الكلمة؟ بين الأسطورة والواقع، اكتشف القصة وراء هذه الكلمة الشهيرة التي يُعتقد أنها جاءت من القوزاق.

تدوّي شوارع باريس بقرقعة الكؤوس والضحكات في العديد من حاناتها الصغيرة، وهي رموز الحياة الباريسية. ولكن من أين أتت هذه الكلمة الرمزية؟ لا تزال أصول كلمة "بيسترو" محاطة بالغموض والأساطير التي تعكس الثراء الثقافي للعاصمة الفرنسية.

"بيسترو" أو"بيسترو"، هذا الاسم بتهجياته المتعددة لا يترك أي شخص غير مبالٍ. فهو يرتبط في باريس بالأماكن المبهجة التي يجتمع فيها المقهى والمطعم والبار. إنه المكان الذي يلتقي فيه الناس ويتشاركون، حيث الخدمة سريعة وبسيطة، وحيث يمكنك الاستمتاع بالأطباق الفرنسية التقليدية في جو عائلي شعبي. تتميز هذه الأماكن بمفارش الطاولات ذات المربعات والأطباق اللذيذة مثل البوف بورغينيون والنبيذ اللذيذ، وإن لم يكن مرموقاً.

هناك عدة نظريات حول أصل المصطلح. تعود إحداها إلى القرن التاسع عشر، فترة الاحتلال الروسي لباريس. فوفقًا للوحة في مطعم"لا مير كاترين" في مونمارتر عام 1814، كان القوزاق الروس كثيرًا ما يصيحون"بيسترو!" (بالروسية: "быстро!")، أي "بسرعة!"، أي أن يتم تقديمه بسرعة. تشير هذه الحكاية الشائعة إلى أن الباريسيين تبنوا هذا المصطلح لتسمية "البوفيه".

هناك فرضية أخرى تربط "بيسترو" بمصطلحات إقليمية فرنسية مثل "Bistingo" أو "bistraud"، والتي تشير على التوالي إلى ملهى أو تاجر نبيذ. كما ذُكرت كلمة "بيستوي"، وهو مصطلح فرنسي شمالي يشير إلى القهوة الممزوجة بالبراندي.

على الرغم من هذه النظريات، لا يزال أصل الكلمة غير واضح. وتجد القواميس صعوبة في تحديد أصلها، حيث تقترح أصلًا "غير مؤكد". وينعكس هذا الغموض أيضاً في التهجئة المتغيرة للكلمة.

وعلى الرغم من أن فرضية الأصل الروسي لا أساس لها من الناحية التاريخية، إلا أن فرضية الأصل الروسي غالباً ما يفضلها المؤرخون وعشاق الأساطير الباريسية. فهي تستحضر ماضي المدينة المضطرب الذي اتسم باحتلال الجيش الروسي للقيصر ألكسندر الأول.

وبعيدًا عن أصوله الغامضة، تظل "الحانة الصغيرة" أحد أعمدة الثقافة الباريسية. لا تزال هذه الأماكن رمزاً للبهجة والبساطة، ولا تزال هذه الأماكن تسحر السكان والسياح على حد سواء. تقدم عناوين مثل "بروكوب" و"لا كوبول" و" بويون شارتييه " نظرة أصيلة إلى عالم الحانات الصغيرة.

باختصار، كلمة "بيسترو" هي أكثر من مجرد اسم. فهي تجسد أسلوب حياة وجو وجزء من الروح الباريسية. وسواء كانت الكلمة من اختراع القوزاق الروس، أو مصطلحاً شعبياً من لهجة بواتيفان، أو كلمة من لهجة الشمال، فإنها تظل رمزاً لا ينفصل عن باريس.

في المرة القادمة التي تدخل من باب إحدى هذه المؤسسات، تذكر التاريخ الغني والمعقد وراء هذه الكلمة البسيطة. ليست الحانات الباريسية الصغيرة مجرد أماكن لتناول الطعام، بل تعكس ثقافة وتاريخ وتقاليد راسخة.

لا تزال "الحانة الصغيرة" تأسر وتأسر. في قلب باريس، تُعد هذه المؤسسات حارسة لماضٍ غامض، حيث توفر مساحة يبدو فيها الزمن معلقاً، حيث كل كوب وكل طبق يحكي قصة. هذا التناقض بين الأسطورة والواقع يجعل من "البيسترو" موضوعاً رائعاً وانعكاساً للهوية الباريسية.

في باريس، كل "بيسترو" هو باب مفتوح على التاريخ، ودعوة لاكتشاف الجوانب المتعددة لعاصمة غنية بالقصص والأساطير. سواء كان ذلك لتناول كأس من النبيذ، أو لتناول وجبة تقليدية، أو لمجرد الاستمتاع بالأجواء، فإن الحانات الصغيرة الباريسية هي جزء أساسي من التجربة الباريسية.

بيسترو: كلمة وتاريخ وتجربة. تدعونا باريس، بشوارعها المرصوفة بالحصى ومعالمها الرمزية، إلى استكشاف هذه الزوايا الصغيرة التي تشهد على ماضٍ غني وحاضر نابض بالحياة. قد يظل أصل كلمة "بيسترو" لغزاً غامضاً، لكن روحها تعيش في كل شارع وكل ميدان وكل ركن من أركان العاصمة الفرنسية.

معلومات مفيدة
تعليقات
حدد بحثك
حدد بحثك
حدد بحثك
حدد بحثك